كُتبت في ذكرى عيد ميلادها الثلاثين .

 

(٦)




لا أجيد الكتابة بفرح و لكن حين يكون الحديث عن بعض الأصدقاء الذي يكاد عددهم أن يتسع في يد واحدة تنساب كل الكلمات اللذيذة و المشاعر الحنونة . لم أختارهم و لا هم اختاروني ، جمعتنا صدف ، أو  قد يقال عنها تصاريف القدر الجميلة  . 

وجودهم و بقائهم له معنى ، لقد تشكلنا سويا ، تعبنا سويا و أجتهد كلن منا رغم اختلافاتنا و تجذر أفكارنا لتبقى علاقتنا معقدة بشكل لطيف و يصعب جدا تقطيع هذة العقد ، لكل عقدة ميثاق قوي و قصة جميلة تقال بالكلام أو نشعر بها في كل لحظة في حياتنا  .

لها هي المكان الأعمق في قلبي صديقة الطفولة بكل ماتحمله الكلمة من معنى . قد أتحدث معها لساعات عن كل شيء دون خوف أو توتر كمعالج نفسي مستمع بكل حواسه . و رغم اختلافتنا الكبيرة وجدنا للصداقة باب أكبر و أوسع و أشمل ، يسمى باب التقبل و التصالح و أعتقد أن فطرتنا سليمة جدا و لم تشوبها شائبة رغم مجتمعاتنا التي تجعل من كل شيء "غير قابل للحديث أو حتى النقاش " .

معها كل نقاش يُكون أفكار مذهلة ، أشعر بأني معها زرت أماكن كثيرة ، نتشارك حب الكتب و الموسيقى،  الحديث معها لطيف كنسمة هواء ، تجعل من كل شيء مميز بطريقة ما ، ذكية و تنكر ذلك ! ، تجعلني أشعر دائما بأني في أفضل حالة ،تشجعني دائما وحين أخطأ لا تنفر مني  .

 أزهر معها بشكل جميل و تلاحظ أمي دائما ذلك بقولها : (كنتي تكلمين شيرين) .  أشعر بأني خفيفة لا عتاب و لا سوء ظن ، علاقة مبنية على السلام و الأمان ؛ كم تمنيت أن تكون علاقاتي بالآخرين تشبه علاقتي بها . تطمئنني دائما وبالرغم من سوء الأحوال الجوية تعدني بشروق شمس ذهبية . و تشرق الشمس  و أتذكر دائما وعودها اللطيفة التي تحدث ؛ حين نؤمن بأحد ما ، و يؤمن بنا . 

كُتبت في ذكرى عيد ميلادها الثلاثين .


تعليقات

المشاركات الشائعة