كالليلة ماطرة جميلة.

(٥)







منذ نعومة أظافري فقدت شيءً من البهجة ، ماعادت تسعدني زينة العيد أو الهدية ،يوجد شيء مفقود في الصورة لا شيء كامل و لن يكتمل .
و حين كبرت و اتزن عقلي أدركت أن مافاتني لن يتكرر و مافقدته لن أجده ، و من تركني لن يعود . و أن حب أمي لي فطرة و حب أبي لي رزق .
و إن القرار بيدي في أن أعود طفلة و أدرك اللحظة و أتصنع البهجة و أعلق الزينة و أن لا أكره الهدية و أن أحب أمي بكل ما أوتيت من قوة و أترك الرزق لله .
فما بين الرضى و التسليم علاقة ، و ما بين السعادة و الرضى لحظة !! .
في أن ترضى بمعنى أن تُسلم حياتك للقدر و تصاريفه ، خيره و شره . أن تسلم بالمطلق لكل شئ قد يصادفك في هذة الحياة من فرح لكدر و من نجاح لفشل . و أن تغتنم لحظات السعادة في عيشها دون قلق زوالها ، دون تردد في أن تضحك وتبكي في آن واحد .
وأيقنت أن السعادة شعور لحظي يزول بزوال سببه وما يبقى إلا الرضى وهو الأسمى . فأن رضاي التام عن الوضع الذي أمر به أيا كان ، سيخفف حمل الأيام الثقيلة و إيماناً مني بأن كل هذا سينتهي سيزول و يتجدد بأيام آخرى و لحظات سعادة آخرى تبث في شيء من الطمأنينة و الهدوء.
ستبقى لحظات السعادة كذكريات مخزنة في الذاكرة سيتلاشى بعضها و سيصمد بعضها ، قد ننسى بعض اللحظات فتذكرنا صورة ، أو أغنية كلاسيكية ، كتاب على رف مكتبة أو حتى ليلة ممطره ، أو حين انتظارك في صف طويل . لا تعلم متى تنتعش الذاكرة بالذكريات و تفيض كالليلة ماطرة جميلة. 







تعليقات

المشاركات الشائعة