هشاشة المشاعر .

 (٧)








يعيش الإنسان في خوف من تقلبات الحياة ، و تقلبات البشر أيضا ، يلومنا من يلوم علي تقصيرنا

 اتجاههم و يزداد عتبهم ، و تكبر الفجوات بيننا فنسقط في الشك و إنعدام اليقين و نغوص في بحر من هشاشة المشاعر .


 من ينقذنا إن غرقنا فكلانا لا نعرف أن نعوم . 


في يقظة دائمة حتى أنني لا أذكر متى أخر مرة نمت قريرت العين فيها ، في تأهب مستمر  و أتمنى أن ارخي صدري يوما ما ، أن أبكي فرحا ، أن أغمر حبا ، و أن لا اهجر ابدا .

لقد أكتشفت مؤخراً أنني لا أستطيع التعبير عن مشاعري بوضوح ، و أشدها ألم على ، أنني حين أكون في حالة فرح يقترن الخوف بكل تفاصيلها . 

في يقظة دائمة حتى أني أتذكر كل أحلامي و أعمق كوابيسي ، و أدق تفاصيل محاولاتي الفاشلة في النوم . و أدرك تماما متى ستبدأ حالاتي اللامتناهية من الهلع و يقظة جداً لدرجة أني أستطيع تهدأت نفسي بنفسي . 

الخوف شيء ينمو من الأعماق لا تستطيع التحكم فيه أبداً . و أعتقد أن الخوف من الصفات المتوارثة بين الأجيال .


يخايل لك أنك قوي جداً لا تكسر حتى يخطف منك الموت عزيز ، فيدب في قلبك خوف من فقدان الآخرين على التوالي ، واحد تلو الآخر . لم أخف قط من الموت فهو كما أقول دائماً الحقيقة الوحيدة في هذة الحياة ، مستعدة للرحيل بكل هدوء و لكن لا أريد أن أعيش ألم الفقد مرة أخرى  . 


الخوف المصاحب للأذى له نوع آخر من الألم ، ألم يسبق المصدر ، كعدم التورط بأي علاقة عاطفية ، و عدم الأقدام على الارتباط ، و الهروب من العلاقات الاجتماعية و الاكتفاء بقلة قليلة من بعض الأهل  و الأصدقاء .


و بالرغم من أمنياتي العظيمة في أن يأتي شخص يكسر هذا النمط الرتيب و يدخل حياتي من واقعها و ليس من أحلامها ، فالأحلام دائما ما هي إلا لتهدئة النفس و إرغامها بشكل ما على البقاء في ذات الوضع الرتيب الممل . 

الخوف من بناء علاقات إجتماعية جديدة ليس لمرورنا في علاقات سامة فقط بل و ترعرعنا في بيئة سامة أيضا ، قد يستطيع البعض التشافي أو التصنع بالتعافي و خوض علاقات جديدة بكامل الندوب و الجروح ؛ فتصبح أعمق و أعمق  .  تخلق بذلك مجتمعا جديداً مؤذي جداً يقتات على الألم و متشبع بالسموم .  






تعليقات

المشاركات الشائعة