“الغضب القلق الألم دائماً من صنع الآباء”


(١٠)








“الغضب القلق الألم دائماً من صنع الآباء” .


جملة كتبتها في مفكرتي اليومية في شهر مارس الماضي للعام السابق و لم أكتب غيرها لذلك اليوم ! . 


قد اختصرت هذة الجملة كل سنين التي ضيعتها في سؤال نفسي ما الخطأ ؟! لمًا كل هذا الغضب لماذا هذا الكم الهائل من القلق و الألم المصاحب له ؟! 


ضغط الآباء الدائم للبقائنا في الصفوف الأولى ، من إجادة الشعر و حفظه ، لفصاحة اللسان و اللباقة في الحديث . إلي الخوارزميات في تسلسلها و التكرار الذي يجب أن يعطي نتيجة مبهرة في كل مرة  .

ضغط الآباء اللاواعي في منافسة أقراننا من أبناء العمومة أو الأصدقاء ، التميز في أي شيء براق له وميض . و مقارنتنا الدائمة بمن هم أطول منا و بمن هم ألطف منا . 


 في أن نتأنق للمجتمع و نبتسم للمجتمع و نأكل من أجل أن يعيش هذا المجتمع و نتعلم كيف نواكب ثقافة هذا المجتمع ، لصورة تليق بهذا المجتمع . في أن ندرس تخصصاً يبهر هذا المجتمع و نتزوج رجلاً يناسب هذا المجتمع و ننجب طفلاً ليحقق رؤية هذا المجتمع  . في أن نرضي من ليس لديه القدرة على إرضاء نفسه . في أن نشحذ الحب و الاهتمام من مجتمعاً لا يعرفنا و لا يميزنا  !. 


في أن نلعب دوراً ليس لنا و أن نرتدي ثوباً ضيقاً لا يسعنا و لا يسع طموحاتنا و أحلامنا . أن نرتدي الوداعة و في دواخلنا أسير غاضب من كل شيء .

أن نغني لمن لا يطربنا و نكرر ما لا يعجبنا ليرضى علينا من يرضى . قد تكون عبادتنا له حباً لا يخالطه مصلحة ، أو مصلحة لا يشوبها شائبة .



 لقد عشت أعوام تحت الضغط النفسي في أن أكون في أحسن صورة و أفضل مما يتوقعونه ، أقرب للكمال بعيدة كل البعد عن كوني إنسانة ليست معصومة عن الخطأ . إنسانة مخلوقة لتخطئ و تتعلم و تتطور و لا تقف عند أي نقطة بل تنتقل لسطر جديد آخر و فواصل و علامات أستفهام و وتعجب كثيرة !!!!



قد تدرك أنك تعيش حياةُ إزدواجية و قد لا تدرك أيضاً . قد تخطط لعيشها بهذه الطريقة أو قد يحتم عليك الوضع ، قد تنساب الحياة من بين يديك بلا إدراك للحظة و قد تدرك و لكن في وقت متأخر جداً . 



ورغم الألم المصاحب لكل هذا القلق لكل العثرات لكل المشادات الكلامية التي أنتهت بنزاعات أنتهت بخيبة أمل . أقرر دوما في عدم الخوض فيها و لكن تأبي نفسي إلا أن تعاندني و تقف ضد كل مشاعري . لقد عشت عمرا ليس ببسيط أقمعها و أقمع أفكارها و أقمع مشاعرها و أكون كما يريدني الجميع أن أكون مهذبة لحد السذاجة و نظيفة لحد الوسواس و مطيعة لحد العبادة . 

أنتهى !!! .

سأعيش بما يرضى الله فلست ملحدة بهذة النعم و النقم ؛ نعمة تزيد إيماني و نقمة تزيد إصراري   .


أتخذت عهد على نفسي أن لا أميز أحدا ، و أعطي كل ذي حق حقة . و أن لا يتعدى أحدا حدود روحي ، ليبقى الجميع في خانة الغير معصومون عن الخطأ مثلي تماما ً بشر يشعرون و يتألمون !! . 


أن أزيل سقف التوقعات ، أن لا أتوقع أي ردة فعل و أن أمتهن التغابي و أن أتغاضى عن أخطائهم المتكررة !! . أن لا أمتهن الحزن وأن لا ألعب دور الضحية أبدا ، و سأجعل كل من خاصمته يوماً يأخذ حقه مني ، و سأروض غضبي و سأتنفس بهدوء  لأعيش براحة .


 سأفتح باب قلبي لمن حاول و سأحاول أيضا .

 حب بلا شروط و لا اشتراطات بلا قيود و لا انفعالات ، حب لا يصاحبة غيرة و لا يطوله عتاب . أستحق أن يحبني أنقى من على الأرض و أحنها ، أستحق بجدارة أن أكون  بطلة قصة أحدهم لا طرفاً ثالثاً و لا متفرجاً يائس .  أن أكون أولوية لا حاجة عرضية . أن أكون فرضاً لا سنة . 


لقد قررت أن أحب نفسي حباً بلا شروط و أمارس الغضب بكل أشكاله ؛ أشعر بأنه نوعاً من أنواع الرفاهية التي كانت محرمة سابقاً . سأغضب و أبكي و أضحك و سأعبر عن كل ذرة شعور تعتريني . ولن أهتم لملاحظات المحبطين و لا اِنتقادات المقربين . أميز الأذى و أفهم الألم جيداً و أقدر العائلة جداً رغم كل الآلام التي خلفتها مشاكلهم اللامتناهية و ضمدتها أعمدتها الراسخة . فما بين الليل و النهار خيط رفيع و في أعماق هذا الخيط تنطوى كل مشاكلنا . 






**************


"الاِنْتِقادات المستمرة تسبب آلام مستمرة في القلب . خففوا من الضغط على من تحبون بقمع اِنتقاداتكم لأنفسكم من باب الإحسان إليهم."


تعليقات

المشاركات الشائعة