تساؤلات صديقة ...
(١٢)
سألت صديقتي " هل من الممكن أن أسامح شخصاً قد تعمد أذيتي بشكل أو آخر !؟ و هل من الممكن الوصول لمرحلة تصالح مع الذات إذا لم أسامحه و أعفو عنه !؟ "
المقدرة على العفو و السماح تحتاج لقلب طير و ذاكرة سمكة و لا أعتقد أني شخصياً قد أجاوب جواباً كافياً في هذا الموضوع !.
هذا رأيي الشخصي ليس برأي مختص إجتماعي و لا طبيب نفسي !.
أولاً كل ما كان الموقف معقد و صعب و مفصلي و خصوصاً لو كان من أقرب الناس لك و من تصب كل ثقتك فيهم ستكون نقطة الوصول للسماح و العفو صعبة جداً !!!.
لأن أسوء ما قد يصيب الإنسان تصادمه و أذيه أحبابه له !!!.
من فطر على حبهم و تربى على أن لا يثق إلا بهم .
و إن كنتِ تفضلين جواباً شخصياً ؛ فأنا لا أزعل و لكن أغضب !!
أسامح نفسي أولاً و لا أنسى الأذى و لا المؤذي بحد ذاته !! .
و هناك فرق هائل بين الزعل و الغضب . الزعل استياء عام قد يكون من تأخر أحدهم أو حرارة الجو . الزعل يتلاشى و ينتهي بقبلة أو أعتذار دافئ ، قد يكون سوء فهم و ليست زله لسان !!! لأني أعتقد و أؤمن أن اللسان بوابة القلب فما ينطق لسان أحدهم عن الهوى !! .
أما الغضب فهو تراكمات تزداد مع الوقت تكبر و تزداد بالإهمال . خذلان غير متوقع من أقرب الناس لك . تعقد أن لك و لمشاعرك الأهمية بالنسبة لهم !! سقف توقعاتنا هو من يصيبنا بأكبر خيباتنا !.
يتراكم الغضب و يتحول مع الأيام لأشياء كثيرة ؛ سلوك غير مفهوم أو قلق غير مبرر نوبات هلع أو تأتأة ، عصبية ، كذب وأشياء كثيرة معقولة و غير معقولة .
الغضب بأني لست أولوية لديهم ، لست من الأهم ، يتجاهلون الكلام قبل الأفعال . يتعمدون تجاوز بعض الحدود التي بيننا و التعدي على خصوصيتي بمسميات عديدة كالحب و الاهتمام و الخوف !!!.
لا تسامح و لا لكن لا تسمح لمشاعرك أن تتحكم بأفعالك ، مشاعرك خاصة بك وأفعالك ماهي إلا المحرك الفعلي لكبح كل ما هو مؤذي لك و للآخرين أيضاً .
أسمح للمشاعر السلبية أن تترجم بالطريقة التي يشاء بها عقللك اللاواعي و حررها لتخفف من ثقل لست بحاجة له فالحياة مراحل من الأخذ و العطاء ، من الكسب و الخسارة ، من المثل و النظير .
تعليقات
إرسال تعليق